الأيام تثبت لنا أن مشكلتنا ليست في الشعوب، بل في القادة. الشعوب مستعدة أن تبني وتنهض لو توفر لها القائد الموجه الحقيقي.لاحظوا كيف انطلق الشعب التركي عندما اطلقت له قيادته العنان كي يبني ويبدع. وكذلك في ماليزيا.
المشكلة أن الكثير من طواغيتنا موجودون لمنع النهضة، وهم مؤتمنون من اسيادهم في الخارج على تحبيط الشعوب وتقييدها، ووضع العراقيل أمامها كي ترواح مكانها. ولولا هذه المهمة لما بقي الطواغيت جاثمين على صدور الشعوب لعقود، لأنهم ينفذون خطط كفلائهم في الخارج. اطلقوا العنان للشعوب، وسترون كيف تنطلق.
صحيح أن محمد علي باشا بنى نهضة عظيمة في مصر ذات يوم، لكنه بناها بعضلات المصريين وليس بعضلاته.
يقول أحد المعلقين على مقالي: "أيها العربان تعلموا من أردوغان". لن نتعلم من اردوغان، بل يجب أن نستورد حكاماً غير عرب ليحكمونا، فتنهض بلداننا. كلام الأخ المعلق ذكرني بمحمد علي باشا الألباني الذي جعل من مصر قوة كبرى في يوم من الايام مع أنه ليس عربياً. فهو الذي استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا. محزن جداً أن لا نكتفي باستيراد الخيط والإبرة والغترة والعقال والفول والحمص، بل أيضاً الحكام. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
د. فيصل القاسم
منقول من موقع